أصعب لحظات مرت على الصحفي وائل الدحدوح منذ بداية الحرب على غزة

كتبت: فاطمة إسماعيل

نتحدث اليوم عن شخصية عظيمة صبورة، يمر هذه الأيام بمواقف صعبة من وجع وألم خلال شهرين من حرب لم تعرف معنى الإنسانية، الصحفي القدير وائل الدحدوح، مدير مكتب الجزيرة بفلسطين.

وائل الدحدوح التي تعجز أقلامنا الكتابة عنه، لما يقدمه من معاني إنسانية رفيعة تتمثل في قوته وصبره على تحمل آلام لا يتحملها بشر إلا الذين اصطفاهم الله على الأرض ليختبرهم بابتلاءت صعبة على أي إنسان يمر بها ولكن هذه الابتلاءت ما هي إلا طريق للفوز بجناته جزاء للصابرين.

وائل الدوحدح صورة لصمود الشعب الفلسطيني

استشهاد أفرادا من أسرة وائل الدحدوح

في اليوم ال 19 من الحرب الموافق 25 من شهر أكتوبر لعام 2023 أثناء قيام الصحفي العظيم بعمله ونقل الحقيقة تلقى خبر استهداف لعائلته، حيث فقد أفرادا من أسرته نتيجة قصف إسرائيلي لمنزلهم بمدينة النصيرات، تم استشهاد زوجته وابنته شام البالغة من العمر 6 أعوام وابنه محمود البالغ من العمر 16 عاما وحفيده الصغير آدم.

حيث عبر الصحفي وائل الدحدوح عن فقده لهم بقوله الشهير: “بتنتقموا منّا في الولاد.. معلش”،ونراه واقفا ثابتا لم يتخلَ عن مهنته ورسالته الإنسانية في نقل الحقيقة بالصورة والحديث عما يجري في غزة من مجازرة إسرائيلية وحشية.

نراه مصرًا على نقل الحقيقة لا يوقفه شيئًا، فقد ظن الاحتلال الإسرائيلي أنه يكسره بقتل أحباء الدحدوح، لكن هذا الاحتلال لم يعرف طبيعة الشعب الفلسطيني الصامد الصابر على هذا البلاء، شعب يعشق أرضه ويقدم يوميا شهداء صابرين محتسبين أجرهم عند الله، شعب ظل متمسك بأرضه رغم المجازر الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر وما قبله.

استشهاد المصور الصحفي سامر أبو دقة

بعد مرور شهر ونصف على استشهاد أفرادا من عائلة الدحدوح، استشهد المصور الصفحي بقناة الجزيرة مساء يوم الجمعة الموافق الخامس عشر من شهر ديسمبر لعام2023 أثناء تغطيته الصحفية برفقة وائل الدحدوح لما يحدث للنازحين بمدرسة فرحانة بخان يونس جنوبي قطاع غزة.

قام الإحتلال الإسرائيلي باستهداف زميله ورفيق دربه الشهيد الصحفي سامر أبو دقة الذي ظل لساعات ينزف ولم تستطع سيارة الإسعاف الوصول إليه، نظراً لتعسف وظلم الإحتلال الإسرائيلي ومنعهم للدخول إلى هذا المنطقة إلا بعدها بساعات، فلم يستطع أحد من زملاءه إنقاذه من شدة القصف والاستهداف لهم، بالكاد تمكنوا من الخروج من هذا المكان الذي تم استهدافهم فيه.

ونقل الدحدوح إلى المستشفى مصابا في ذراعه ويده إصابة لا يزال أثرها واضحاً ولم يتم معالجته بشكل نهائي بسبب نقص الإمكانيات في جميع المستشفيات التي دمرها الإحتلال الإسرائيلي بشكل كامل.

كما ظل وائل الدحدوح ينادي على زميله سامر أبو دقة، لكنهم لم يتمكنوا من نقل المصور الصحفي سامر أبو دقة من مكان الاستهداف إلا بعدها بساعات شهيداً إلى رحمة الله، وذاق الدحدوح مرارة الفقد مرة أخرى لفراق زميله.

وصرح الدحدوح في وقت سابق عن سر استهداف إسرائيل للصحفيين، هو أن الإحتلال الإسرائيلي لا يريد مزاحمة الصحفيين له في نقل الحقيقة وما يجري على أرض غزة من جرائم لذلك يقوم باستهدافهم.

استشهاد الصحفي الشاب حمزة وائل الدحدوح:

أما اليوم الأحد الموافق 7 يناير 2024، فهو اليوم الأصعب الذي مر على وائل الدحدوح، استشهد أبنه الكبير حمزة وائل الدحدوح أثناء تأدية عمله ونقله لما يحدث بمنطقة المواصي في شمال رفح، حيث تم استهداف السيارة التي كان يركبها هو وزميله مصطفى ثريا أثناء عودتهما من تغطيتهم الصحفية إلى المستشفى الكويتي مقر فريق قناة الجزيرة.

حيث استهدافهم صاروخ إسرائيلي من طائرة إسرائيلية رغم وجود إشارة على السيارة أنها تابعة للصحفيين، إلا أن الاحتلال الغاشم يتعمد قتل الصحفيين لإخفاء الحقيقة.

الجدير بالذكر أن هذا اليوم تم استشهاد ثلاثة صحفيين في غزة، هم: “حمزة وائل الدحدوح وزميله مصطفى ثريا أثناء تغطيتهم الصحفية والصحفي علي سالم في شمال قطاع غزة”.

وحسب ما نقله زميل وائل الدحدوح بقناة الجزيرة المراسل هشام زقوت” أنه تم دفن أفرادا من عائلة الدحدوح في دير البلح، وتم اليوم تم دفن الشهيد الصحفي حمزة وائل الدحدوح برفح بسبب تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة.

كما عبر الصحفي القدير العظيم وائل الدحدوح عن فقد ابنه قائلا:”ليس بضعةً مني حمزة كان كلي، روح الروح وكل شيء”.

وكانت آخر رسالة نشرها الشهيد حمزة الدحدوح لوالده على حسابه بمنصة “تويتر” كتب فيها: “إنك الصابر المحتسب يا أبي، فلا تيأس من الشفاء ولا تقنط من رحمة الله وكن على يقين أن الله سيجزيك خيرًا لما صبرت”، وكأنها رسالة توديع له.

https://x.com/hamzadah1996/status/1743550351230280121?t=XkHyRq2n_7jAxz8XXaD1cg&s=09

وكعادته المعروفة عنه في نفس اليوم الذي استشهد ابنه بعد ساعات من الانتهاء من إجراءات الجنازة والدفن، عاد وائل الدحدوح لينقل الصورة في غزة، فحقا كم أنت صبور وكم أنت عظيم!

إلى متى سيظل الاحتلال الإسرائيلي يقتل ويمارس وحشتيه على قطاع غزة وعلى فلسطين كلها؟
متى يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن قتل الصحفيين الفلسطينيين؟

البالغ عددهم حتى الآن 109 صحفي وصحفية أثناء نقلهم لما يحدث بغزة منذ السابع من أكتوبر لعام 2023.